عرض المقال
الأجسام المضادة والتحليل المفروض والمسافر المرفوض
2013-10-31 الخميس
نداء إلى السفير السعودى وإلى بقية دول الخليج التى ترفض سفر المصريين للعمل بها ليس بناء على تحليل الفيروسات ولكن بناء على تحليل الأجسام المضادة والتى لا تعنى على الإطلاق، لو صارت موجبة، أن صاحبها مريض بفيروس «سى»، أرجوكم.. ارحموا من يسافر ولا تظلموه بناء على تفسير علمى مغلوط، سألت د. هشام الخياط للتفسير فشرح القصة وفكّ هذا الاشتباك والخلط كالآتى:
بجانب مشاكل العلاج تأتى المشكلة الهامة لمرضى فيرس «سى» بالأخص والفيروسات الكبدية عامة وهى عدم القدرة على السفر إلى الخليج للعمل أو الزيارة بالإضافة إلى نبذ هؤلاء المرضى عند التقدم إلى الوظائف فى مصر سواء البنوك أو شركات البترول وبعض المصالح الحكومية وشركات المقاولات المصرية.. وكانت بداية التمييز ضد مرضى فيرس سى مع رحلة المصريين الباحثين عن رزقهم فى العمل فى دول الخليج، حيث أصدرت دول الخليج مرسوماً يقضى باستبعاد مرضى فيرس سى من العمل رغم أن الوظيفة من الممكن أن تكون فى الوظائف الإدارية أو الهندسية أو غيرها من الوظائف البعيدة عن التعامل مع المرضى. ومن المعروف أن فيروس سى لا ينتقل إلا عن طريق الدم فقط. وكانت نتيجة ذلك حرمان ملايين المصريين من العمل فى دول الخليج دون دواع أو أسباب علمية، وهم لا يشكلون أدنى خطورة فى انتقال المرض، وبالتالى أصبحوا قنابل موقوتة مرشحة للانفجار فى أى وقت لأنهم يرون قلوباً غلفاً وتمييزاً يشبه التمييز العنصرى، فيما يُعد مخالفة صريحة وصارخة لحقوق الإنسان وقوانين العمل وميثاق منظمة الصحة العالمية التى تدعو مثلاً لدمج مرضى الإيدز فى مجتمعاتهم رغم خطورة مرضهم وتجرّم التمييز ضدهم. وهناك خطوات جادة للأسف ليس من السفارات المصرية تجاه دول الخليج، ولكن هناك خطوات جادة من منظمة العمل الدولية لتغيير نظرة دول الخليج نحو مرضى الكبد. ومما زاد فى المأساة أن المرضى حاملى مضادات فيرس سى وليس عندهم الفيروس فى الدم وهم أصحاء تماماً ونسبتهم 10% من الذين يجرون التحاليل الطبية التى تثبت أن الفيروس غير موجود فى الدم والـpcr سلبى فى ظل وجود الأجسام المضادة والتى تعنى الإصابة القديمة والشفاء وليس الإصابة الحديثة.. وهؤلاء الأشخاص والذين لا يصنفون كمرضى يتعرضون للاستبعاد أيضاً من السفر لدول الخليج بل أيضاً يُستبعدون رغم أنفهم من شغل الوظائف العامة والخاصة فى مصر دون أدنى سبب ونتيجة للجهل الطبى.. والذين أصابهم المرض من قبل وتم شفاؤهم ممنوعون أيضاً من السفر رغماً عن أنفهم، ومما يزيد الطين بلة أن موقف دول الخليج انتقل إلى بعض المؤسسات والقطاعات الخاص داخل مصر كما ذكرنا مثل قطاعات البترول والبنوك والمقاولات التى تستبعد مرضى فيروس سى من التعيين فى الوظائف مهما كانت كفاءتهم زيادة فى التمييز. ويصبح مرضى فيروس سى مطحونين وتحت رحى السندنان والمطرقة، ممنوعين من العمل فى الداخل والخارج مما يزيد المشكلة الاجتماعية عمقاً. ومن المعروف أيضاً أن فيروس سى لا ينتقل عن طريق المعاشرة الزوجية فى نطاق ما حلله الدين الحنيف.
والأشخاص الذين يُكتشف بالصدفة وجود الأجسام المضادة للفيروس فى دمهم دون وجود للفيروس فى الدم وتحليل الـpcr يكون سلبياً.. هم فى الواقع ليسوا مرضى بل أناس طبيعيون لا يعانون من شىء.. فقط سبق لهم الإصابة بالمرض وتم شفاؤهم إما عن طريق المناعة الذاتية لهم أو عن طريق تلقيهم العلاج. وبذلك فهم أشخاص ليس لديهم أى علة، فمن المعروف أن المناعة الذاتية للشخص تستطيع القضاء على الفيروس فى 20-50% من الحالات المصابة بالفيروس.. وكذلك نسب الشفاء بالعقاقير الموجودة حالياً تقترب من 60% فى النوع الجينى الرابع فى مصر وسوف تزيد إلى 95% بفضل العقاقير الحديثة التى سوف تُطرح فى أسواق الدواء العالمى فى السنة القادمة.. وعليه فسوف نواجه الملايين من الأشخاص الذين تم شفاؤهم إما بالعقاقير الحالية أو الأحدث أو تم شفاؤهم ذاتياً خلال السنوات القادمة.. وهذا سوف يزيد المشكلة تعقيداً إذا لم يتم حلها من الآن.. ويجب فوراً على الجهات المعنية أن تنسق مع الدول الخليجية لسفر هؤلاء الأشخاص فوراً دون أدنى شرط بعد تحليل الـpcr.
كذلك يجب تجريم الشركات التى تحرم تعيين هؤلاء الأشخاص دون أدنى حق وبمخالفة للدستور المصرى وضد حقوق الإنسان فى تقلد الوظائف دون أدنى تمييز.